ولما كان كأنه قيل : قد فهم من سياق هذه القصة أن القصد الإقبال عليه سبحانه ، وقطع جميع العلائق من غيره ، لأنه قادر على كل شيء ، فهو يكفي{[55401]} من أقبل عليه كل مهم وإن كان في غاية العجز عنه ، تارة بسبب ظاهر ، وتارة بغيره ، فما {[55402]}له لم يحكم{[55403]} بالاتفاق على كلمة السلام ، لتحصل الراحة من هذا العناء كله ، فأجيب بأن هذا لتظهر{[55404]} صفة العز والعظمة والعدل وغيرها ظهوراً تاماً إلى غير ذلك من حكم ينكشف عنها الحجاب ، وترفع لتجليها غاية التجلي ستور الأسباب ، فقال تعالى معلقاً بقوله : { جاءتكم جنود } : { ليجزي الله } أي الذي يريد إظهار جميع صفاته يوم البعث للخاص والعام ظهوراً تاماً { الصادقين } في ادعاء أنهم آمنوا به { بصدقهم } فيعلي أمرهم في الدنيا وينعمهم في الأخرى ، فالصدق سبب وإن كان فضلاً منه لأنه الموفق له { ويعذب المنافقين } في الدارين بكذبهم في دعواهم{[55405]} الإيمان المقتضي لبيع{[55406]} النفس والمال { إن شاء } يعذبهم على النفاق { أو يتوب عليهم } أي{[55407]} بما يرون من صدقه سبحانه في إعزاز أوليائه وإذلال أعدائه بقدرته التامة حيث كانوا قاطعين بخلاف ذلك .
ولما كانت توبة المنافقين مستعبدة لما يرون من صلابتهم في الخداع وخبث سرائرهم ، قال معللاً ذلك كله على وجه التأكيد : { إن الله } أي بما له من الجلال والجمال { كان } أزلاً وأبداً { غفوراً رحيماً } يستر الذنب وينعم على صاحبه بالكرامة ، أما في الإثابة لكل فالرحمة عامة ، وأما في تعذيب المنافق فيخص الصادقين ، لأن عذاب أعدائهم من أعظم نعيمهم ، وفي حكمه بالعدل عموم الرحمة{[55408]} أيضاً ، فهو لا يعذب أحداً فوق ما يستحق .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.