فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{لِّيَجۡزِيَ ٱللَّهُ ٱلصَّـٰدِقِينَ بِصِدۡقِهِمۡ وَيُعَذِّبَ ٱلۡمُنَٰفِقِينَ إِن شَآءَ أَوۡ يَتُوبَ عَلَيۡهِمۡۚ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ غَفُورٗا رَّحِيمٗا} (24)

{ لِيَجْزِيَ اللهُ } اللام يجوز أن يتعلق بصدقوا أو بزادهم أو بما بدلوا أو بمحذوف كأنه قيل : وقع جميع ما وقع ليجزي الله { الصَّادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ } بوفائهم بالعهد .

{ وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ إِن شَاء } إذا لم يتوبوا { أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ } بما صدر عنهم من التغيير والتبديل إن تابوا ، جعل المنافقين كأنهم قصدوا عاقبة السوء ، وأرادوها بسبب تبديلهم وتغييرهم ، كما قصد الصادقون عاقبة الصدق بوفائهم ، فكل من الفريقين مسوق إلى عاقبة من الثواب والعقاب ، فكأنما استويا في طلبها والسعي لتحصيلها ، ومفعول إن شاء وجوابها محذوفان أي إن شاء تعذيبهم عذبهم ، وذلك إذا أقاموا على النفاق ، ولم يتركوه ولم يتوبوا عنه .

{ إِنَّ اللهَ كَانَ غَفُورًا } لمن تاب منهم بقبول التوبة { رَّحِيمًا } بمن أقلع عما كان عليه من النفاق بعفو الحوبه ثم رجع سبحانه ، إلى حكاية بقية القصة وما امتن به على رسوله والمؤمنين من النعمة فقال : { وَرَدَّ اللهُ الَّذِينَ كَفَرُوا }