ولما ذكرهم سبحانه نعمته بما أرسل على أعدائهم من جنوده ، وبين أحوال المنافقين والصادقين وما له في ذلك من الأسرار ، وختم بهاتين الصفتين ، قال مذكراً بأثرهما فيما خرقه من العادة بصرف الأعداء على كثرتهم وقوتهم على حالة لا يرضاها لنفسه عاقل ، عاطفاً على قوله في أول {[55409]}السورة و{[55410]} القصة { فأرسلنا } : { ورد الله } أي بما له من صفات الكمال { الذين كفروا } أي ستروا ما دلت عليه شموس عقولهم من أدلة الوحدانية وحقية{[55411]} الرسالة ، وهم من تحزب من العرب وغيرهم على رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بلادهم عن المدينة {[55412]}ومضايقة{[55413]} المؤمنين ، حال كونهم { بغيظهم } الذي أوجب لهم التحزب ثم الذي أوجب لهم التفرق من غير طائل{[55414]} حال كونهم { لم ينالوا خيراً } لا من الدين ولا من الدنيا ، بل خذلهم بكل اعتبار .
ولما كان الرد قد يكون بسبب من عدوهم ، بين أن الأمر ليس كذلك فقال : { وكفى الله } أي العظيم بقوته وعزته عباده ، {[55415]}ودل{[55416]} على أنه{[55417]} ما فعل ذلك إلا لأجل أهل الإخلاص{[55418]} فقال : { المؤمنين القتال } بما ألقى في قلوبهم من الداعية للانصراف بالريح والجنود من الملائكة وغيرهم منهم نعيم بن{[55419]} مسعود كما تقدم .
ولما كان هذا أمراً باهراً ، أتبعه ما{[55420]} يدل على أنه عنده يسير فقال : { وكان الله } أي الذي له كل{[55421]} صفة كمال دائماً أزلاً وأبداً { قوياً } لا يعجزه شيء { عزيزاً{[55422]} } يغلب كل شيء .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.