الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{لِّيَجۡزِيَ ٱللَّهُ ٱلصَّـٰدِقِينَ بِصِدۡقِهِمۡ وَيُعَذِّبَ ٱلۡمُنَٰفِقِينَ إِن شَآءَ أَوۡ يَتُوبَ عَلَيۡهِمۡۚ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ غَفُورٗا رَّحِيمٗا} (24)

ثم قال تعالى : { ليجزي الله الصادقين بصدقهم } أي : صدقوا ليثبت أهل الصدق منهم بصدقهم الله على ما عاهدوا عليه .

{ ويعذب المنافقين إن شاء } بكفرهم ونقضهم ما عاهدوا الله عليه ، أو يتوب عليهم ، أي يخرجهم من النفاق إلى الإيمان به .

ومعنى الاستثناء في هذا أن المعنى : ويعذب المنافقين بأن لا يتوب عليهم ، ولا يوفقهم للتوبة ، فيموتوا على نفاقهم إن شاء ، فيجب عليهم العذاب ، فعذاب المنافق لا بد منه لأنه كافر ، والاستثناء إنما هو من أجل التوفيق لا من أجل العذاب ويبين ذلك قوله : { أو يتوب عليهم } فالمعنى يعذب المنافقين إن لم يهدهم للتوبة ، أو يتوب عليهم فلا يعذبهم .

ثم قال : { إن الله كان غفورا رحيما } أي : أن الله لم يزل ذا ستر على ذنوب التائبين ، رحيما بهم أن يعذبهم بعد توبتهم .