نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي  
{وَلِلَّهِ مُلۡكُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۚ وَيَوۡمَ تَقُومُ ٱلسَّاعَةُ يَوۡمَئِذٖ يَخۡسَرُ ٱلۡمُبۡطِلُونَ} (27)

ولما دل على قدرته على الإعادة بهذا الدليل{[58286]} الخاص الذي تقديره : فالله الذي ابتدأ-{[58287]} خلقكم من الأرض على هذا الوجه قادر على إعادتكم ، عطف عليه دليلاً آخر جامعاً فقال تعالى : { ولله } أي-{[58288]} الملك الأعظم وحده { ملك السماوات } كلها { والأرض } التي ابتدأكم منها ، ومن تصرف في ملكه بشيء من الأشياء ، كان قادراً على مثله ما دام ملكاً .

ولما كان التقدير : له ملك ذلك أبداً ، فهو يفعل فيه اليوم ما تشاهدون مع رفع هذا وخفض هذا ، فلو أن الناس سلموا لقضائه لوصلوا إلى جميع ما وصلوا إليه بالبغي والعدوان ، فإنه لا يخرج شيء عن أمره ولكن {[58289]}أكثر الناس{[58290]} اليوم في{[58291]} ريبهم يترددون ، بنى عليه قوله تعالى : { ويوم تقوم الساعة } أي توجد وتتحقق تحقق القائم الذي هو{[58292]} على كمال تمكنه وتمامه أمره الناهض بأعباء ما يريد ، وكرر سبحانه للتهويل والتأكيد قوله : { يومئذ } أي-{[58293]} إذ تقوم يخسرون - هكذا كان الأصل ، ولكنه قال للتعميم والتعليق بالوصف : { يخسر المبطلون * } أي الداخلون في الباطل العريقون في الاتصاف به ، الذين كانوا لا يرضون بقضائي فيستعجلون فيتوصلون إلى مراداتهم بما لم آمر به ، ولا يزالون يبغون إلى أن يأتي الوقت{[58294]} الذي{[58295]} قدرت وصولهم إليها فيه ، فيصلون ويظنون أنهم وصلوا بسعيهم ، وأنهم لو تركوا لما كان لهم ذلك فيخسرون لأجل سعيهم بما جعلت لهم من الاختيار {[58296]}بمرادي فيهم{[58297]} على خلاف أمري ، خسارة مستمرة التجدد لا انفكاك لهم عنها و{[58298]}يفوز المحقون{[58299]} .


[58286]:زيد من م ومد.
[58287]:زيد من ظ و م ومد.
[58288]:من م ومد، وفي الأصل و ظ: توصلوا.
[58289]:من ظ و م ومد، وفي الأصل: أكثرهم.
[58290]:من ظ و م ومد، وفي الأصل: أكثرهم.
[58291]:في م: فهو.
[58292]:في الأصل و ظ بياض ملأناه من م ومد.
[58293]:زيد من ظ و م ومد.
[58294]:في الأصل بياض ملأناه من م ومد.
[58295]:من مد، وقفي الأصل و ظ و م: التي.
[58296]:من ظ و م ومد، وفي الأصل: عدادي منهم.
[58297]:من ظ و م ومد، وفي الأصل: عدادي منهم.
[58298]:زيد في الأصل: مع ذلك، ولم تكن الزيادة في ظ و م ومد فحذفناها.
[58299]:من ظ و م ومد، وفي الأصل: المحققون.