السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{وَلِلَّهِ مُلۡكُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۚ وَيَوۡمَ تَقُومُ ٱلسَّاعَةُ يَوۡمَئِذٖ يَخۡسَرُ ٱلۡمُبۡطِلُونَ} (27)

وقوله تعالى : { ولله } أي : الملك الأعظم وحده { ملك السماوات } أي : كلها { والأرض } أي : التي ابتدأكم منها تعميم للقدرة بعد تخصيصها { ويوم تقوم الساعة } أي : توجد وتتحقق تحقق القائم الذي هو على كمال تمكنه وتمام أمره الناهض بأعباء ما يريد ، ثم كرر للتأكيد والتهويل قوله تعالى { يومئذ } أي : يوم تقوم يخسرون هكذا كان الأصل ، ولكنه قال تعالى للتعميم والتعليق بالوصف { يخسر المبطلون } أي : الداخلون في الباطل الغريقون في الاتّصاف به الذين كانوا لا يرضون بقضائي .

تنبيه : الحياة والعقل والصحة كأنها رأس مال والتصرف فيها بطلب السعادة الأخروية يجري مَجرى تصرف التاجر في ماله لطلب الربح ، والكفار قد أتعبوا أنفسهم في تصرفاتهم بالكفر والأباطيل فلم يجدوا في ذلك اليوم إلا الحرمان والخذلان ودخول النار ، وذلك في الحقيقة نهاية الخسران .