نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي  
{فَسَبِّحۡ بِٱسۡمِ رَبِّكَ ٱلۡعَظِيمِ} (52)

ولما كان البعث لهذا المقصد من أعظم الكمال ، وكان عدمه موجباً للنقص ، سبب عن كلا الأمرين إشارة وعبارة قوله آمراً بعد الإخبار في أول المسبحات : { فسبح } أي أوقع التنزيه الكامل عن{[68225]} كل شائبة نقص { باسم } أي بسبب علمك بصفات { ربك } أي الموجد والمربي لك والمحسن إليك بأنواع الإحسان { العظيم * } الذي ملأت الأقطار كلها عظمته ، وزادت على ذلك بما شاءه سبحانه مما لا تسعه العقول لا سيما عن قولهم : لن يعيدنا ، فإنه سبحانه وتعالى قادر على ذلك لا يعجزه شيء ، وقد وعد بذلك وهو صادق الوعد ، وعدم البعث مخل بالحكمة لظلم أكثر الناس ، وفيه إشارة إلى المتاركة ، وتعجيب من حالهم في تصميمهم على الكذب والعناد ، والجلد على الجدل والفساد ، فقد رجع آخر السورة على أولها بإحقاق الحاقة لنفي ما وقع الخبط فيه في دار الاحتجاب بالأسباب من مواقع النقص ومظنات اللبس ، فيثبت الحق وينفي الباطل فيفرق بين المحسن والمسيء والسعيد والشقي ، فيحق السلام لحزب الرحمن ، ويثبت{[68226]} الهلاك لأصحاب الشيطان ، ويظهر اسمه الظاهر لكل مؤمن وكافر ، إن في ذلك لعبرة لأولي الألباب {[68227]}والله الهادي{[68228]} .

ختام السورة:

فقد رجع آخر السورة على أولها بإحقاق الحاقة لنفي ما وقع الخبط فيه في دار الاحتجاب بالأسباب من مواقع النقص ومظنات اللبس ، فيثبت الحق وينفي الباطل فيفرق بين المحسن والمسيء والسعيد والشقي ، فيحق السلام لحزب الرحمن ، ويثبت الهلاك لأصحاب الشيطان ، ويظهر اسمه الظاهر لكل مؤمن وكافر ، إن في ذلك لعبرة لأولي الألباب والله الهادي .


[68225]:- من ظ وم، وفي الأصل: من.
[68226]:- من ظ وم، وفي الأصل: يحق.
[68227]:- سقط ما بين الرقمين من ظ وم.
[68228]:- سقط ما بين الرقمين من ظ وم.