التفسير الحديث لدروزة - دروزة  
{كُلُّ نَفۡسِۭ بِمَا كَسَبَتۡ رَهِينَةٌ} (38)

- كل نفس بما كسبت رهينة : كل نفس مسؤولة بما عملت ومرتهنة به . وتأويل الطبري يفيد أن ذلك بالنسبة لذوي المعاصي والكافرين .

38

تعليق على تعبير

{ كل نفس بما كسبت رهينة }

وتعبير { كل نفس بما كسبت رهينة } تقرير قرآني حاسم بمسؤولية الناس عن أعمالهم ، وقابليتهم للكسب والاختيار واستحقاقهم للجزاء ، وفاقاً لذلك ، وهذا التقرير بهذا الأسلوب ذو خطورة تلقينية عظمى في صدد أعمال الناس وتصرفاتهم وتربية نفوسهم وأخلاقهم .

والمؤمن إذا تيقن من هذا واجتهد ليكون من نفسه على نفسه رقيب ، وحسب حساب عاقبة كل ما يقدم عليه نما فيه الوازع الذاتي الذي يزعه عن الإثم والشر ، والحافز الذاتي الذي يحفزه إلى الخير والصلاح والهدى . وفي هذا التعبير على ضوء هذا الشرح الذي نرجو أن يكون فيه الصواب إن شاء الله تدعيم لشرحنا الذي شرحنا به مدى جملة { كذلك يضل الله من يشاء ويهدي من يشاء } أيضا حين إمعان النظر . حيث يتضمن كون الإنسان مسؤولاً عما يكتسب ويختار من هدى وضلال .

{ فما تنفعهم شفاعة الشافعين( 48 ) }[ 48 ] .

وهذه الآية تعقيب على الآيات السابقة ، وقد تضمنت تقريراً بأن الكفار والمجرمين لن تنفعهم يوم القيامة شفاعة الشفعاء . فتحول دون صيرورتهم إلى المصير الرهيب الذي استحقوه بكسبهم .

وقد استهدفت كما هو المتبادر فيما استهدفته تنبيه الكفار إلى أن المرء إنما ينفعه في الدرجة الأولى إيمانه وعمله الصالح ، وحملهم على الارعواء من ضلالهم ، وعدم الإركان إلى شفاعة الشافعين .

/خ47