الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{كُلُّ نَفۡسِۭ بِمَا كَسَبَتۡ رَهِينَةٌ} (38)

- ثم قال : ( كل نفس بما كسبت رهينة )

أي : كل نفس بما عملت من معصية الله في الدنيا رهينة في جهنم .

- ( إلا أصحاب اليمين )

فإنهم غير مرتهنين ، ولكنهم ( في جنات يتساءلون عن المجرمين )

قال ابن عباس : ( رهينة ) أي : " مأخوذة [ بعملها ] {[71617]} .

وقاله قتادة .

قال مجاهد ( إلا أصحاب اليمين ) " لا يحاسبون " {[71618]} . [ وقال ] {[71619]} ابن زيد : أصحاب اليمين لا يرتهنون بذنوبهم ، ولكن يغفرها الله عز وجل {[71620]} .

وقال {[71621]} الضحاك : ( معناه ) {[71622]} : كل نفس سبقت لها {[71623]} كلمة العذاب يرتهنها الله عز وجل في النار ، ولا يرتهن أحدا {[71624]} من أهل الجنة {[71625]} . وقال علي ابن أبي طالب رضي الله عنه ( إلا أصحاب اليمين ) : هم أطفال المسلمين {[71626]} . وقال ابن عباس : " [ هم ] {[71627]} الملائكة " {[71628]} .

فمن قال هو الأطفال [ أو هم الملائكة ] {[71629]} استدل بقولهم للمجرمين ( ما سلككم في سقر ) {[71630]} وذلك أنهم لم يقترفوا ذنوبا في الدنيا . ولو اقترفوها ما سألوا عن ، وكل من دخل الجنة غير الأطفال فقد كانت لهم {[71631]} ذنوب {[71632]} . وقال الضحاك هم ( الذين سبقت لهم منا الحسنى ) {[71633]} .


[71617]:-م: تعملها. وانظر جامع البيان 29/165 والدر: 8/336 وهو قول ابن جريج في تفسير الماوردي: 4/352 وزاد المسير: 8/411.
[71618]:- جامع البيان: 29/ 165.
[71619]:- م، ث: قال.
[71620]:- جامع البيان: 29/ 165.
[71621]:- ث: قال.
[71622]:- ساقط من ث.
[71623]:- أ: له.
[71624]:- ث: أحد.
[71625]:- جامع البيان: 29/165 وتفسير الماوردي: 4/352 والمحرر: 16/165.
[71626]:-جامع البيان: 29/165-66 والمحرر: 16/165.
[71627]:- ساقط من م.
[71628]:- جامع البيان: 29/165-66 والمحرر: 16/165.
[71629]:- م، ث: أي ما.
[71630]:- المدثر: 42.
[71631]:- ث: له.
[71632]:- جامع البيان: 29/165-66 والمحرر: 16/165.
[71633]:-الأنبياء: 101 وانظر المحرر: 16/165-66 وتفسير القرطبي: 19/87.