قوله : { كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ } . فيه أوجه :
أحدها : أنَّ «رَهِينَةٌ » بمعنى «رَهْنٍ » ك «الشَّتِيمة » بمعنى «الشَّتْم » .
قال الزمخشري : ليس كتأنيث «رهين » في قوله : { كُلُّ امرئ بِمَا كَسَبَ رَهَينٌ } [ الطور : 21 ] لتأنيث النفس ، لأنه لو قصدت الصفة لقيل : رهين ؛ لأن «فعيلاً » بمعنى «مفعول » يستوي فيه المذكر والمؤنث ، وإنَّما هي اسم بمعنى «الرهن » كالشتيمة بمعنى «الشّتم » كأنه قيل : كل نفس بما كسبت رهن ، ومنه بيت الحماسة : [ الطويل ]
4972 - أبَعْدَ الذي بالنَّعْفِ نَعْفِ كُويكِبٍ*** رَهِينَةِ رَمْسٍ ذي تُرابٍ وجَنْدلِ{[58575]}
كأنَّه قال : «رَهْنِ رَمْسٍ » .
الثالث : أنَّ التأنيث لأجل اللفظ .
واختار أبو حيان{[58576]} : أنها بمعنى «مفعول » وأنها كالنَّطيحة ، وقال : ويدل على ذلك أنَّه لما كان خبراً عن المذكر كان بغير هاء ، وقال تعالى :{ كُلُّ امرئ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ }{[58577]} فأنَّثَ حيث كان خبراً عن المذكر أتى بغير تاء ، وحيث كان خبراً عن مؤنث أتى بالتاء كما في هذه الآية فأمَّا التي في البيت فأنَّثَ على معنى النَّفْسِ .
ومعنى «رهينة » أي : مُرتهَنَة بكسبها ، مأخوذة بعملها ، إمَّا خلَّصهَا وإمَّا أوبقها .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.