جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{وَيَوۡمَ يَحۡشُرُهُمۡ كَأَن لَّمۡ يَلۡبَثُوٓاْ إِلَّا سَاعَةٗ مِّنَ ٱلنَّهَارِ يَتَعَارَفُونَ بَيۡنَهُمۡۚ قَدۡ خَسِرَ ٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ بِلِقَآءِ ٱللَّهِ وَمَا كَانُواْ مُهۡتَدِينَ} (45)

{ ويوم{[2179]} يحشرهم كأن لم } أي : كأنه لم ، { يلبثوا إلا ساعة من النهار } ، يستقصرون مدة لبثهم في الدنيا أو في القبر لهول المحشر وكأن لم يلبثوا حال أي : مشبهين بمن لم يلبث إلا ساعة ، { يتعارفون بينهم } يعرف بعضهم بعضا كأنهم لم يتفارقوا إلا قليلا وهو متعلق الظرف أعني يوم نحشرهم أو تقديره اذكر يوم نحشرهم وعلى هذا يتعارفون بيان لقوله لم يلبثوا ، { قد خسر الذين كذبوا بلقاء الله } هي شهادة من الله على خسرانهم{[2180]} ، { و ما كانوا مهتدين } لرعاية مصالح هذه التجارة .


[2179]:ولما كان في هذه الآيات ما ذكر من أفانين جدالهم في أباطيلهم دالا على أنهم لا يرون حشرا نعيما وراء نعيم هذه الدار فارغين عن نوازل الحدثان مستطيلين للزمان آمنين من الفناء حسن تعقيبه بما يستقصرون مع مدة لبثهم في الدنيا فقال: "ويوم نحشرهم" الآية/وجيز.
[2180]:و لما أوعد بخسرانهم وعدم اهتدائهم وهم في عافية في دنياهم صارت النفوس كأنها منتظرة في إنما يترتب على الوعيد هو في الدنيا نراه عن قريب فقال: "ومانرينك" الآية/وجيز.