جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{۞وَإِلَىٰ مَدۡيَنَ أَخَاهُمۡ شُعَيۡبٗاۚ قَالَ يَٰقَوۡمِ ٱعۡبُدُواْ ٱللَّهَ مَا لَكُم مِّنۡ إِلَٰهٍ غَيۡرُهُۥۖ وَلَا تَنقُصُواْ ٱلۡمِكۡيَالَ وَٱلۡمِيزَانَۖ إِنِّيٓ أَرَىٰكُم بِخَيۡرٖ وَإِنِّيٓ أَخَافُ عَلَيۡكُمۡ عَذَابَ يَوۡمٖ مُّحِيطٖ} (84)

{ وَإِلَى مَدْيَنَ } اسم بلدة ، { أَخَاهُمْ } من أشرافهم نسبا ، { شُعَيْبًا{[2310]} قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللّهَ } وحده ، { مَا لَكم{[2311]} مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ{[2312]} وَلاَ تَنقُصُواْ الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ } نهاهم عن هذا بعد الإيمان ؛ لأنهم اعتادوا البخس ، { إِنِّيَ أَرَاكُم{[2313]} بِخَيْرٍ } موسرين في نعمة وخصب لا حاجة لكم إلى التطفيف ، { وَإِنِّيَ أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ مُّحِيطٍ } وعدهم بعذاب يحيط بهم فلا يفلت منهم أحد ووصف اليوم بالإحاطة لاستماله على عذاب محيط .


[2310]:ابن ميكائيل ابن يشجر بن مدين بن إبراهيم عليه السلام/12 فتح.
[2311]:اعلم أن الأنبياء ـ عليهم السلام ـ يشرعون في أول الأمر بالدعوة إلى التوحيد، فلهذا قال شعيب عليه السلام: (مالكم من إله غيره) ثم إنهم بعد الدعوة إلى التوحيد، يشرعون في الأهم ثم الأهم / 12 كبير.
[2312]:كما مر غير مرة أن رفع غيره بأنه صفة تابعة لمحل إله وجاز أن يكون اسم ما ومن إله بيان /12.
[2313]:بثروة واسعة في الرزق تغنيكم عن البخس فلا تغيروا نعمة الله عليم بمعصيته والإضرار بعباده وهذه النعمة حقها أن تتفضلوا على الناس شكرا عليها لا تنقصوا حقوقهم ثم ذكر بعد العلة علة أخرى فقال: "وإني أخاف" /12 منه.