قوله تعالى : { وَلاَ تَنقُصُواْ } : " نَقَصَ " يتعدَّى لاثنين ، إلى أولهما بنفسه ، وإلى ثانيهما بحرف الجر ، وقد يُحْذَفُ ، تقول : نَقَصْت زيداً مِنْ حقَّه ، وهو هنا كذلك ؛ إذ المرادُ : ولا تَنْقُصوا الناسَ من المكيال ، ويجوز أن يكون متعدِّياً لواحدٍ على المعنى ، والمعنى : لا تُقَلِّلوا وتُطَفِّفوا ، ويجوز أن يكون " المكيالَ " مفعولاً أول والثاني محذوف ، وفي ذلك مبالغة ، والتقدير : ولا تَنْقُصوا المكيالَ والميزانَ حَقَّهما الذي وَجَبَ لهما وهو أبلغُ في الأمر بوفائهما .
قوله : { مُّحِيطٍ } صفة لليوم ، ووُصِف به من قولهم : أحاط به العدوُّ ، وقوله : { وَأُحِيطَ بِثَمَرِهِ } [ الكهف : 42 ] . قال الزمخشري : " إنَّ وَصْفَ اليوم بالإِحاطة أبلغُ مِنْ وصف العذاب بها " قال : " لأنَّ اليومَ زمانٌ يشتمل على الحوادث ، فإذا أحاط بعذابه فقد اجتمع للمعذَّب ما اشتمل عليه منه كما إذا أحاط بنعيمه " .
وزعم قومٌ أنه جُرَّ على الجِوار ، لأنه في المعنى صفةٌ للعذاب ، والأصلُ : عذاب يوم محيطاً . وقال آخرون : التقدير : عذاب يومٍ محيطٍ عذابُه . قال أبو البقاء : " وهو بعيدٌ ؛ لأنَّ محيطاً قد جَرَى على غير مَنْ هوله ، فيجب إبرازُ فاعله مضافاً إلى ضمير الموصوف .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.