جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{وَقَالَ ٱلَّذِي ٱشۡتَرَىٰهُ مِن مِّصۡرَ لِٱمۡرَأَتِهِۦٓ أَكۡرِمِي مَثۡوَىٰهُ عَسَىٰٓ أَن يَنفَعَنَآ أَوۡ نَتَّخِذَهُۥ وَلَدٗاۚ وَكَذَٰلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي ٱلۡأَرۡضِ وَلِنُعَلِّمَهُۥ مِن تَأۡوِيلِ ٱلۡأَحَادِيثِۚ وَٱللَّهُ غَالِبٌ عَلَىٰٓ أَمۡرِهِۦ وَلَٰكِنَّ أَكۡثَرَ ٱلنَّاسِ لَا يَعۡلَمُونَ} (21)

{ وَقَالَ الَّذِي اشْتَرَاهُ مِن مِّصْرَ } وهو العزيز{[2378]} الذي كان على خزائن مصر ، { لاِمْرَأَتِهِ } : راعيل أو زليخا ، { أَكْرِمِي مَثْوَاهُ } : منزله ، أي : أحسني تعهده ، { عَسَى أَن يَنفَعَنَا } : يكفينا أمورنا أو نبعه بالربح ، { أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا } وكان عقيما ، { وَكَذَلِكَ مَكَّنِّا لِيُوسُفَ فِي الأَرْضِ } أي : مكناه في مصر ، وجعلناه ملكا ، مثل ما أنجبناه وعطفنا عليه العزيز ، { وَلِنُعَلِّمَهُ } ، عطف على مقدر أي : مكنا لمصالح ولنعلمه ، { مِن تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ } تعبير الرؤيا وقيل : معاني كتب الله تعالى ، { وَاللّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ } : يفعل ما يشاء لا يغلبه شيء قيل : الضمير ليوسف أي : أراد إخوته شيئا والله أراد شيئا آخر ولا راد لما أراد ، { وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ } : إن الأمر كله بيده ، والمراد منه الكفار أو لا يعلمون لطائف تدبيره ، فالمراد منه أعم .


[2378]:والملك غيره/ 12.