تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{وَقَالَ ٱلَّذِي ٱشۡتَرَىٰهُ مِن مِّصۡرَ لِٱمۡرَأَتِهِۦٓ أَكۡرِمِي مَثۡوَىٰهُ عَسَىٰٓ أَن يَنفَعَنَآ أَوۡ نَتَّخِذَهُۥ وَلَدٗاۚ وَكَذَٰلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي ٱلۡأَرۡضِ وَلِنُعَلِّمَهُۥ مِن تَأۡوِيلِ ٱلۡأَحَادِيثِۚ وَٱللَّهُ غَالِبٌ عَلَىٰٓ أَمۡرِهِۦ وَلَٰكِنَّ أَكۡثَرَ ٱلنَّاسِ لَا يَعۡلَمُونَ} (21)

وقوله تعالى : ( وقال الذي اشتراه من مصر لامرأته أكرمي مثواه ) أي مقامه ومنزلته ( عسى أن ينفعنا أو نتخذه ولدا ) إن صدق التجار[ من م ، في الأصل : التجارة ] أنه بضاعة عندهم ( أو نتخذه ولدا ) إن ظهر أنه مسروق وأنه حر لما وقع عندهم أن البضاعة لا تباع بمثل ذلك الثمن الذي باعوه .

وقوله تعالى : ( وكذلك مكنا ليوسف ) تأويله : كما مكنا ليوسف عند العزيز وامرأته ( وكذلك نجزي المحسنين )[ الآية : 22 ] نمكنك عند أهل [ الأرض ][ من م ، ساقطة من الأصل ] . ولكن ذكر ( مكنا ) على الخبر لأنه كان ممكنا في هذا اليوم عند العزيز والملك .

ويشبه أن يكون قوله[ في الأصل وم : قولنا ] ( وكذلك مكنا ليوسف ) أي وكذلك جعلنا ليوسف مكانا عند الناس وفي قلوبهم مكان ما خذله إخوته ، ولم يعرفوا مكانه ومنزلته بعد ما كان شبه المملوك عند أولئك ، والله أعلم .

وقوله تعالى : ( ولنعلمه من تأويل الأحاديث ) هذا قد ذكرناه في ما تقدم .

وقوله تعالى : ( والله غالب على أمره ) أي لا مرد لقضائه إذا قضى أمرا كان لقوله : ( لا معقب لحكمه )[ الرعد : 41 ] ( ولكن أكثر الناس لا يعلمون ) .

وقول أهل التأويل : إنه بيع بعشرين درهما أو بعشرين ونيف ؛ ذلك مما لا يعلم إلا بخبر سوى أن فيه أنه بيع بثمن الدون والنقصان بقوله : ( بخس ) والبخس هو النقصان . يقال : بخسته أي نقصته كقوله : ( ولا تبخسوا الناس أشياءهم ) [ الأعراف : 85 و . . . ] وهو ما قال : ( ولا تنقصوا المكيال والميزان )[ هود : 84 ] وقيل : البخس الظلم والحرام ، وقد ذكرنا ، والله أعلم .