جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{وَجَآءُو عَلَىٰ قَمِيصِهِۦ بِدَمٖ كَذِبٖۚ قَالَ بَلۡ سَوَّلَتۡ لَكُمۡ أَنفُسُكُمۡ أَمۡرٗاۖ فَصَبۡرٞ جَمِيلٞۖ وَٱللَّهُ ٱلۡمُسۡتَعَانُ عَلَىٰ مَا تَصِفُونَ} (18)

{ وَجَاءوا عَلَى قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ } ، وصف بالمصدر مبالغة ، كأنه نفس الكذب ، وعلى قميصه حال من دم ، وجاز تقدمه على صاحبه ، لأنه ظرف ، أو محله النصب على الظرف ، أي : فوق قميصه ، كما تقول : جاء على جماله بأحمال ، { قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ } : سهلت ، { لَكُمْ أَنفُسُكُمْ أَمْرًا } : عظيما ، { فَصَبْرٌ جَمِيلٌ } : أجمل ، أو فأمري{[2371]} صبر جميل ، { وَاللّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ } ، أي : على احتمال ما تصفون من هلاك يوسف ، وقد نقل أنهم ذبحوا سلخة ولطخوا ثوبه بدمها فلما{[2372]}جاءوا بثوبه ، قال يعقوب ، ما رأيت كاليوم ذئبا أحلم من هذا أكل ابني ، ولم يمزق عليه قميصه{[2373]} .


[2371]:يعني فصبر جميل إما مبتدأ محذوف الخبر أو خبر مبتدأ محذوف /12.
[2372]:فأخذ يعقوب بثوبه ولطخ به وجهه وبكى ثم تأمل وقال: ما رأيت إلخ/12 وجيز.
[2373]:ثم قال: "بل سولت"/إلخ 12.