جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{رُّبَمَا يَوَدُّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لَوۡ كَانُواْ مُسۡلِمِينَ} (2)

{ رُّبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُواْ } حين موتهم ، أو القيامة ، أو حين اجتمع{[2606]} بعض المسلمين مع الكفار في النار ، فيقول الكفار معهم : ما أغنى الإسلام فغضب الله تعالى على الكفار وأخرج المسلمين من النار ، وما كافة تكفه عن الجر ، فجاز دخوله على الفعل والمترتب في أخبار الله تعالى كالماضي في تحققه ، ولذلك أجرى المضارع مجرى الماضي ، فدخلت رب عليه مع أنه لا يجوز دخولها عليه ، { لَوْ كَانُواْ مُسْلِمِينَ } حكاية ودادتهم بلفظ الغيبة كقولك : حلف بالله ليفعلن .


[2606]:رواه الطبراني عن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وابن أبي حاتم والترمذي [رواه الطبراني من حديث جابر مرفوعا، وفيه خالد بن نافع الأشعري، قال أبو داود متروك قال الذهبي: هذا تجاوز في الحد فلا يستحق الترك، فقد حدث عنه أحمد بن حنبل وغيره، وبقية رجاله ثقات "كذل في المجمع للهيثمي (7/45). وأخرجه أيضا الطبراني وابن أبي عاصم في السنة وغيرهما من حديث أبي موسى الأشعري مرفوعا، وقال الشيخ الألباني في ظلال الجنة: "حديث صحيح، وليس عند الترمذي كما ذكره]، وقول ابن عباس وأنس بن مالك، روى عنهما ابن جرير، وهكذا روى عن مجاهد والضحاك وقتادة وأبي العالية وغيرهم / 12.