{ الَرَ تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ وَقُرْآنٍ مُّبِينٍ ( 1 ) رُّبَمَا( 1 ) يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَوْ كَانُواْ مُسْلِمِينَ ( 2 ) ذَرْهُمْ يَأْكُلُواْ وَيَتَمَتَّعُواْ وَيُلْهِهِمُ الأَمَلُ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ ( 3 ) وَمَا أَهْلَكْنَا مِن قَرْيَةٍ إِلاَّ وَلَهَا كِتَابٌ مَّعْلُومٌ( 2 ) ( 4 ) مَّا تَسْبِقُ مِنْ أُمَّةٍ أَجَلَهَا وَمَا يَسْتَأْخِرُونَ ( 5 ) } [ 1 – 5 ] .
بدأت السورة بحروف الألف واللام والراء التي بدأت بها السور الثلاث السابقة لها استرعاء لما يأتي بعدها على ما رجحناه في أمثالها . ولعل ذلك من قرائن تتابع السور الأربع في النزول الذي ذكرته الروايات ، وقد أعقب الحروف إشارة تنويه وإشارة إلى آيات الكتاب والقرآن البليغة والواضحة مما جاء كذلك في مطالع السور الثلاث السابقة
واحتوت الآيات الأربع التالية :
تقريرا ربانيا يتضمن معنى الإنذار بأنه سيأتي على الكفار يوم يتمنون فيه لو كانوا مسلمين ندما على ما كان منهم وتفاديا من العذاب الذي عرفوا أنه واقع عليهم ، وأمرا للنبي صلى الله عليهم وآله وسلم بأن يدعهم يأكلون ويتمتعون ويتلهون بالآمال فلن يلبثوا أن يعلموا ويروا ذلك اليوم الرهيب . وتقريرا ربانيا بأن الله تعالى إذا لم يعجل لهم العذاب فإن ذك لما اقتضته حكمته ، وإن هلاك الأمم من قبلهم كان منوطا بآجال معينة في علمه ، فلا تتقدم أمة عن أجلها ولا تتأخر عنه ، وينطوي في هذا إنذار آخر كما هو المتبادر .
وواضح أن الآيات في صدد إنذار الكفار ووعيدهم بما ينتظرون من المصير الرهيب الذي صار إليه من قبلهم ، وتثبيت النبي صلى الله عليهم وآله وسلم وتطمينه ، وهي مقدمة لما يأتي بعدها من حكاية أقوال الكفار ومواقفهم .
وهذه ثاني مرة يجتمع فيها تعبيرا ( الكتاب ) و( القرآن ) قي آية واحدة ، وقد أشرنا إلى ما يمكن أن يكون في ذلك من حكمة في سياق تفسير الآية الأولى من سورة النمل التي ورد فيها التعبيران معا فلا ضرورة للتكرار .
ولقد أورد المفسرون في سياق الآية الثانية أحاديث عديدة في معان متقاربة منها صيغة رواها الترمذي عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليهم وآله وسلم قال : ( إذا أخرج أهل التوحيد من النار وأدخلوا الجنة ود الذين كفروا لو كانوا مسلمين ){[1225]} . وينطوي في الأحاديث تبشير وإنذار متساوقان مع ما استهدفته الآية كما هو المتبادر
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.