{ رُّبَمَا يَوَدُّ الذين كَفَرُواْ لَوْ كَانُواْ مُسْلِمِينَ } قرأ نافع وعاصم { رُّبَمَا } بالتخفيف . وقرأ الباقون بالتشديد قال عاصم : قرأت عند زر بن حبيش { رُّبَمَا } بالتشديد . فقال : إنك لتحب الرَّب . وقال : هي رُبمَا مخففة . ولكن معناها واحد . فالتخفيف لغة بعض العرب . واللغة الظاهرة بالتشديد ، أي : ربما يأتي على الكافر يوم يتمنى أنه كان أسلم . ويقال : أقسم الله تعالى بالألف ، واللام ، والراء ، إن هذا القرآن حق ، وهو بيّن لكم الحق من الباطل . وأقسم أنه رُبَّ يومٍ يأتي على الكافر ، يتمنى فيه أن لو كان مؤمناً في الدنيا ، يقول الكافر : يا ليتني كنت مؤمناً في الدنيا . أي : يعني : يقول يوم القيامة : يا ليت كنت . وذلك أن الكافر كلما رأى حالاً من أحوال العذاب ، ورأى حالاً من أحوال المسلمين ، وَدَّ أن لو كان مسلماً . وروى سعيد بن جبير عن ابن عباس أنه قال : يخرج من النار حين يقال : أخرجوا من كان في قلبه مثقال حبة من خردل من إيمان . فيتمنى الكافر أن لو كان مؤمناً ، فذلك قوله { رُّبَمَا يَوَدُّ الذين كَفَرُواْ } .
وروي عن حماد بن أبي سلمة أنه قال : سألت إبراهيم النخعي عن هذه الآية . قال : نزلت في الكفار ، يعيرون أهل التوحيد ، ويقولون : ما أغنى عنكم إيمانكم ، وأنتم معنا ، فيغضب الله لهم ، فيأمر الله النبيين والملائكة ، فيشفعون ، فيخرج أهل التوحيد من النار . حتى إن إبليس يتطاول رجاء أن يخرج ، ويتمنى الكافر أن لو كان مسلماً في الدنيا . حدّثنا الخليل بن أحمد قال : حدّثنا صالح بن أحمد قال : حدّثنا محمد بن شوكر قال : حدّثنا القاسم قال : حدّثنا أبو حنيفة ، عن يزيد بن صهيب ، عن جابر بن عبد الله قال : سألته عن الشفاعة فقال : يعذب الله قوماً من أهل الإيمان ، ثم يخرجهم منها بشفاعة محمد صلى الله عليه وسلم . قلت له : فأين قوله : { يُرِيدُونَ أَن يَخْرُجُواْ مِنَ النار وَمَا هُم بخارجين مِنْهَا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُّقِيمٌ } [ المائدة : 37 ] منها قال : اقرأ ما قبلها { إِنَّ الذين كَفَرُواْ يُنَادَوْنَ لَمَقْتُ الله أَكْبَرُ مِن مَّقْتِكُمْ أَنفُسَكُمْ إِذْ تُدْعَوْنَ إِلَى الإيمان فَتَكْفُرُونَ } [ عافر : 10 ] الآية . يعني : إن تلك الآية نزلت في الكفار . وقال مجاهد : إذا أخرج من النار ، من قال : لا إله إلا الله ، فعند ذلك يقولون : يا ليتنا كنا مسلمين ، وعن أبي العالية مثله .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.