محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{رُّبَمَا يَوَدُّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لَوۡ كَانُواْ مُسۡلِمِينَ} (2)

وقوله :

[ 2 ] { ربما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين 2 } .

{ ربما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين } . تبشير للنبي صلى الله عليه وسلم بظهور دينه ، وأنه سوف يأتي أيام يتمنى الكافرون بها ، أن لو سبق لهم الإسلام فكانوا من السابقين . لما يرون من إعلاء كلمة الدين وظهوره على رغم الملحدين ، لأن من تأخر إسلامه منهم ، وإن ناله من الفضل ما وعد به الحسنى ، ولكن لا يلحق السابقين { لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل أولئك أعظم درجة } {[5180]} وفيه تثبيت للنبي صلى الله عليه وسلم على الصدع بالدعوة والصبر عليها ، لما أن العاقبة له . وإنما جيء بصيغة التقليل ، جريا على مذهب العرب في قولهم : لعلك ستندم على فعلك . ترفعا واستغناء عن التصريح بالغرض بناء على ادعاء ظهوره .


[5180]:[57 / الحديد / 10].