جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{وَلَا تَقُولُواْ لِمَا تَصِفُ أَلۡسِنَتُكُمُ ٱلۡكَذِبَ هَٰذَا حَلَٰلٞ وَهَٰذَا حَرَامٞ لِّتَفۡتَرُواْ عَلَى ٱللَّهِ ٱلۡكَذِبَۚ إِنَّ ٱلَّذِينَ يَفۡتَرُونَ عَلَى ٱللَّهِ ٱلۡكَذِبَ لَا يُفۡلِحُونَ} (116)

{ ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلال وهذا حَرَامٌ } ، وصف ألسنتهم الكذب مبالغة في كذبهم ، كأن الكذب مجهول وألسنتهم تعرفه وتصفه بكلامهم هذا ، كقولهم : وجهها يصف الجمال . والكذب مفعول تصف ، وما مصدرية ، أي : لا تقولوا هذا حلال وهذا حرام لوصف ألسنتكم الكذب ، يعني : لا تحللوا ولا تحرموا بمجرد قو ل ينطق به ألسنتكم من غير حجة ، أو نصب الكذب بلا تقولوا ، واللام في " لما تصف " كاللام في لا تقولوا لما أحل الله لك هذا حرام ، وقوله : " هذا حلال وهذا حرام " بدل من الكذب ، أو متعلق بتصف بالحل على إرادة القول ، أي : لا تقولوا الكذب لما تصفه ألسنتكم من الأنعام والحرث بالحل و الحرمة فيقول هذا حلال وهذا حرام ، { لتَفْتَرُواْ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ } ، اللام لام العاقبة ، { إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ لاَ يُفْلِحُونَ } : لا ينجون من عذابه .