غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{وَلَا تَقُولُواْ لِمَا تَصِفُ أَلۡسِنَتُكُمُ ٱلۡكَذِبَ هَٰذَا حَلَٰلٞ وَهَٰذَا حَرَامٞ لِّتَفۡتَرُواْ عَلَى ٱللَّهِ ٱلۡكَذِبَۚ إِنَّ ٱلَّذِينَ يَفۡتَرُونَ عَلَى ٱللَّهِ ٱلۡكَذِبَ لَا يُفۡلِحُونَ} (116)

101

{ ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب } ، قال الكسائي والزجاج : " ما " مصدرية ، وانتصاب { الكذب } ب { لا تقولوا } ، أي : ولا تقولوا الكذب لأجل وصف ألسنتكم . وقوله : { هذا حلال وهذا حرام } ، بدل من الكذب ولك أن تنصب { الكذب } ب { تصف } وتجعل " ما " مصدرية أيضاً ، أي : ولا تقولوا هذا حلال وهذا حرام لوصف ألسنتكم الكذب . ومعناه لا تحرموا ولا تحللوا لأجل قول تنطق به ألسنتكم من غير حجة ودليل . ويجوز أن تكون " ما " موصولة ، أي : ولا تقولوا للذي تصف ألسنتكم الكذب فيه هذا حلال وهذا حرام ، فحذف لفظ فيه لكونه معلوماً . وقوله : { تصف ألسنتكم الكذب } ، من فصيح الكلام وبليغه ، كأن ماهية الكذب مجهولة ، وكلامهم يكشف عن حقيقته ، نظيره قوله : " وجهه يصف الجمال وعينه تصف السحر " . واللام في قوله : { لتفتروا } ، لام العاقبة لا الغرض . والمقصود من ذكره : بيان أنه كذب على الله فإن قوله : { لما تصف ألسنتكم الكذب } ، لم يكن فيه هذا البيان . ثم أوعد المفترين بقوله : { إن الذين يفترون } الآية .

/خ128