جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{قَالَ أَرَاغِبٌ أَنتَ عَنۡ ءَالِهَتِي يَـٰٓإِبۡرَٰهِيمُۖ لَئِن لَّمۡ تَنتَهِ لَأَرۡجُمَنَّكَۖ وَٱهۡجُرۡنِي مَلِيّٗا} (46)

{ قَالَ } : أبوه { أَرَاغِبٌ{[3082]} أَنتَ عَنْ آلِهَتِي يَا إِبْراهِيمُ } ، قابل استعطافه بالغلظة حيث سماه باسمه ولم يقل يا ولدي وأخره وقدم المبتدأ وصدره بهمزة الإنكار ، ثم أوعده بأقبح و عيد فقال : { لَئِن لَّمْ تَنتَهِ } : عن مقالتك أو عن الرغبة عنها { لأَرْجُمَنَّك } : بلساني أي أشتمك جزاء سبك آلهتي ، وقيل بالحجارة حتى تموت { وَاهْجُرْنِي } ، عطف على مقدر أي : فاحذرني و اهجرني { مَلِيًّا{[3083]} } زمانا{[3084]} طويلا أو سويا سالما قبل أن يصيبك مني مكروه .


[3082]:والأولى أن يقول: راغب مبتدع لاعتماده على أداة الاستفهام، وأنت فاعل ساد مسد الخير فلا يكون فصل بين العامل وهو راغب و معموله وهو عن آلهتي بأجنبي وهو أنت /12 وجيز.
[3083]:ومنه الملوان أي الليل والنهار تقديره احذرني حتى لأرجمنك واهجرني مدة مديدة وهذا التقدير في غاية المناسبة لفظا ومعنى مع أن عطف الإنشائية على الخبرية جائز عند سيبويه فيجوز عطف واهجرني على جملة لئن لم تنته فيكون كلامهما من مقبول أبيه /12 وجيز.
[3084]:هذا قول مجاهد و عكرمة وسعيد بن جبير وغيرهم، والثاني السدي والضحاك وقتادة ومالك وغيرهم، واختاره ابن جرير يعني مليا قادرا بالذهاب عني يقال مليء بكذا إذا كان مطيقا له /12 منه.