الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{قَالَ أَرَاغِبٌ أَنتَ عَنۡ ءَالِهَتِي يَـٰٓإِبۡرَٰهِيمُۖ لَئِن لَّمۡ تَنتَهِ لَأَرۡجُمَنَّكَۖ وَٱهۡجُرۡنِي مَلِيّٗا} (46)

وقوله : { لأَرْجُمَنَّك } [ مريم : 46 ] .

قال الضَّحَّاكُ ، وغيرُه : معناه بالقوْلِ ، أَي : لأَشْتمنَّك . وقال الحسَنُ : معناه : لأَرْجمنَّك بالحجارة ، وقالتْ فرقةٌ : معناه لأَقْتُلَنَّكَ ، وهذان القولان بمعنًى واحدٍ .

وقوله : و{ اهجرني } على هذا التَّأْوِيل إنما يترتب بأَنه أَمْرٌ على حياله كأَنه قال : إن لم تَنْتَهِ قتْلتُك بالرَّجم ، ثم قال له : واهجرني ، أيْ : مع انتهائك ، و{ مَلِيّاً } معناه : دهراً طوِيلاً مأَخوذٌ من المَلَويْنِ وهما اللَّيْلُ والنَّهارُ ؛ هذا قول الجمهور .