غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{قَالَ أَرَاغِبٌ أَنتَ عَنۡ ءَالِهَتِي يَـٰٓإِبۡرَٰهِيمُۖ لَئِن لَّمۡ تَنتَهِ لَأَرۡجُمَنَّكَۖ وَٱهۡجُرۡنِي مَلِيّٗا} (46)

41

ثم إن الشيخ قبل ملاطفات إبراهيم بالفظاظة والغلظة قائلاً : { أراغب أنت عن آلهتي يا إبراهيم } فقدم الخبر على المبتدأ إشعاراً بأنه عنده أعنى . وفي هذا الاستفهام ضرب من التعجب والإنكار لرغبته عن آلهته . وفي قوله : { يا إبراهيم } دون أن يقول : " يا بني " في مقابلة { يا أبت } تهاون به كيف لا وقد صرح بالإهانة قائلاً { لئن لم تنته لأرجمنك } باللسان أي لأشتمنك أو باليد أي لأقتلنك وأصله الرمي بالرجام . ثم ههنا إضمار أي فاحذرني { واهجرني ملياً } أي زماناً طويلاً من الملاوة ، أو أراد ملياً بالذهاب والهجران . مطيقاً له قوياً عليه قبل أن أثخنك بالضرب .

/خ65