تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{قَالَ أَرَاغِبٌ أَنتَ عَنۡ ءَالِهَتِي يَـٰٓإِبۡرَٰهِيمُۖ لَئِن لَّمۡ تَنتَهِ لَأَرۡجُمَنَّكَۖ وَٱهۡجُرۡنِي مَلِيّٗا} (46)

الآية 46 : وقوله تعالى : { قال أراغب أنت عن آلهتي } ولا شك أنه كان راغبا عن عبادة آلهتهم .

وقوله تعالى : { لئن لم تنته لأرجمنك } يحتمل وجوها .

أحدها : { لئن لم تنته } عن دينك الذي أنت عليه { لأرجمنك } أي لأَقْتُلَنَّكَ .

والثاني : { لئن لم تنته } عن دعائك إياي إلى دينك { لأرجمنك } أي لأطرُدَنَّكَ .

والثالث ] {[12000]} : { لئن لم تنته } عن قذف آلهتنا وسبها وذكرها بسوء { لأرجمنك } أي لأشتمنك مكان شتمكَ وقذفكَ آلهتنا . فالرجم يشتمل على هذه الوجوه الثلاثة : القتل والطرد والشتم .

فإن كان على القتل فهو مقابل الدين ، أي { لئن لم تنته } عن دينك لأقتلنك . وإن كان على الطرد مقابل الدعاء ، أي { لئن لم تنته } عن دعائك إلى ما تدعو لأطردنك . وإن كان على الشتم فهو مقابل الشتم ، أي { لئن لم تنته } عن شتمك آلهتنا لأشتمنك ، والله أعلم .

وقوله تعالى : { واهجرني مليا } قال بعضهم : طويلا . وقال بعضهم : دهرا . فإن كان مليا أي بعيدا فهو على بعده منه ، أي ابعد مني ، وتباعد مني [ دارا ومقاما ] {[12001]} وإن كان على الدهر والطول فهو يُخرج [ على ألا ] {[12002]} تكلمني أبدا ، والله أعلم .


[12000]:ساقطة من الأصل و م.
[12001]:في الأصل و م: داره ومقامه.
[12002]:في الأصل و م: أي لا.