جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{لَّوۡلَآ إِذۡ سَمِعۡتُمُوهُ ظَنَّ ٱلۡمُؤۡمِنُونَ وَٱلۡمُؤۡمِنَٰتُ بِأَنفُسِهِمۡ خَيۡرٗا وَقَالُواْ هَٰذَآ إِفۡكٞ مُّبِينٞ} (12)

{ لَوْلَا } : هلا ، { إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنفُسِهِمْ خَيْرًا وَقَالُوا هَذَا إِفْكٌ مُّبِينٌ } : حاصله هلا ظننتم خيرا أيها المؤمنون ، والمؤمنات بالذين هم كأنفسكم حين سمعتم الإفك ممن اخترعه وقلتم بناء على ظنكم خيرا هذا إفك مبين ، كما يقول المستقين المطلع على الحال ، فلالتفات إلى الغيبة للمبالغة في التوبيخ ، والإشعار بأن{[3498]} الإيمان يقتضي ظن الخير بمن هو كنفسه ، فإن المؤمنين كنفس واحدة ،


[3498]:وهذا من الأدب الحسن الذي قل القائم به، والحافظ له، وليتك تجد من يسمع فيسكت، ولا يشيع ما يسمعه بإخوانه، وكفى بالمرء كذبا أن يحدث بكل ما سمع، قال العلماء: في الآية دليل على أن درجة الإيمان، والعفاف لا يزيلها الخبر المحتمل وإن شاع / 12 فتح.