جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{إِنَّ ٱلَّذِينَ جَآءُو بِٱلۡإِفۡكِ عُصۡبَةٞ مِّنكُمۡۚ لَا تَحۡسَبُوهُ شَرّٗا لَّكُمۖ بَلۡ هُوَ خَيۡرٞ لَّكُمۡۚ لِكُلِّ ٱمۡرِيٕٖ مِّنۡهُم مَّا ٱكۡتَسَبَ مِنَ ٱلۡإِثۡمِۚ وَٱلَّذِي تَوَلَّىٰ كِبۡرَهُۥ مِنۡهُمۡ لَهُۥ عَذَابٌ عَظِيمٞ} (11)

{ إِنَّ الَّذِينَ جَاؤُوا بِالْإِفْكِ } : هو أبلغ ما يكون من الكذب ، أي : إفك عائشة أم المؤمنين{[3496]} رضي الله عنها وصفوان ، { عُصْبَةٌ مِّنكُمْ } ، خبر إن ، والعصبة جماعة من العشرة إلى الأربعين ، ورأسهم ابن أبي بن سلول رئيس النفاق لعنه الله ، { لَا تَحْسَبُوهُ } ، أي : الإفك ، { شَرًّا لَّكُم } : الجملة مستأنفة ، { بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ } ، لأنه ظهر منه البراءة لها ولجميع أزواجه ، ورفعه القدر مع الثواب الجزيل ، { لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُم مَّا اكْتَسَبَ } : جزاء ما اكتسب ، { مِنَ الْإِثْمِ } : بقدر ما خاض فيه مختصا به ، { وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ } : معظمه ، { مِنْهُمْ } ، أي : من الخائضين ، وهو ابن أبي بدأ به وأشاعه ، { لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ{[3497]} } : الفضيحة والشهرة بالنفاق ، والطرد في الدارين ،


[3496]:كما هو المشهور المذكور في الصحيحين، وغيرهما وذلك لأنها خرجت من هودجها تلتمس عقدا لها انقطع من جزع فرحلوا وهم يظنون أنها في هودجها فرجعت وقد ارتحل الجيش والهودج معهم فأقامت في مكان ذلك المكان، ومر بها صفوان بن المعطل وكان متأخرا عن الجيش فأناخ راحلته وحملها عليها فلما رأى ذلك أهل الإفك قالوا ما قالوا فبرأها الله مما قالوا، هذا حاصل القصة مع طولها وتشعب أطرافها كذا في الفتح /12.
[3497]:وفي سنن أبي داود عن عائشة رضي الله عنها قالت: لما نزل عذري قام النبي- صلى الله عليه وسلم- فذكر ذلك، وتلي القرآن، فلما نزل من المنبر أمر برجلين والمرأة فضربوا حدهم وسماهم، حسان، ومسطح، وحمنة [وسنده صحيح]، واختلفوا في وجه تركه –صلى الله عليه وسلم- لجلد عبد الله بن أبي، فقيل لتوفير العذاب العظيم له في الآخرة، وحد من عداه ليكون ذلك تكفيرا لذنبهم، وقيل احتراما لابنه وإطفاء لنار الفتنة /12 فتح.