جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{إِلَّا مَن ظَلَمَ ثُمَّ بَدَّلَ حُسۡنَۢا بَعۡدَ سُوٓءٖ فَإِنِّي غَفُورٞ رَّحِيمٞ} (11)

{ إِلَّا مَن ظَلَمَ } ، لكن من ظلم من العباد نفسه ، { ثُمَّ بَدَّلَ حُسْنًا بَعْدَ سُوءٍ } : تاب وعمل صالحا ، { فَإِنِّي غَفُورٌ رَّحِيمٌ } أغفر له ظلمه أي : لستم أيها المرسلون من الظالمين التائبين ، فلا خوف عليكم بوجه ، أو لكن من ظلم قبل النبوة ، ثم تاب فإني أغفر له ، ومن غفر له لا يخاف ، أو الاستثناء متصل أي : لا يخافون إلا الذين ظلموا بارتكاب الصغائر حينئذ تم الكلام ، ويكون ( ثم بدل ) عطفا على محذوف تقديره : فمن ظلم ثم بدل إلخ ، فإني أغفر له ، أو معناه لا يخافون إلا من فرط منه ما غفر له فإنه يخاف ، وقد تحقق أن المغفور له المرحوم لا يخاف من الذنب المغفور البتة ، فإذن لا يخاف منهم أحد البتة على القطع ،