{ يا موسى إنه أنا الله العزيز الحكيم9 وألق عصاك فلما رآها تهتز كأنها جان ولى مدبرا ولم يعقب يا موسى لا تخف إني لا يخاف لدي المرسلون10 إلا من ظلم ثم بدل حسنا بعد سوء فإني غفور رحيم11 }
وكلم المولى- سبحانه- عبده موسى ، وناداه : يا موسى إن الحال والشأن- كما قال القرطبي : والصحيح أنها كناية عن الأمر والشأن- أنا المعبود بحق ، القاهر فوق الخلق ، الفعال لكل ما أريده بإحسان وإتقان ، وكان أول أمر الله تعالى إليه أن يرمي العصا التي كانت بيده ويطرحها ، فما إن سقطت من يمينه حتى قلبها ربنا القدير حية تتحرك ، فلما أبصرها موسى تتحرك بشدة اضطراب تراجع وفر موليها ظهره ، ولم يرجع على عقبه بعد نفوره وفراره منها ، فنودي : يا موسى ! لا تخف مطلقا- على تنزيل الفعل منزلة اللازم- أو : لا تخف من غيري- حية أو غيرها- فإن الشأن أنه لا ينبغي للرسل أن يخافوا حين يتنزل عليهم وحي القوي القدير ، [ وهذا إما لمجرد الإيناس دون إرادة حقيقة النهي ، وإما للنهي عن منشأ الخوف وهو الظن أن ذلك لأمر أريد وقوعه به ]{[2831]}لكن من أذنب من غير الأنبياء ثم أناب إلي فإني عظيم الغفران والستر والصفح عمن أقلع عن ذنبه ورجع إلى ما فيه مرضاة ربه ، وإني واسع الرحمة ، فلا أعذب المستغفرين ولا أدع التوابين بل أرضى عن الذين حسنت توبتهم( . . فأولئك يبدل الله سيآتهم حسنات . . ){[2832]}( . . إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين ){[2833]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.