ثم استثنى من ظلم منهم بترك ما هو أولى به ، وقد مر بحث عصمة الأنبياء في أول " البقرة " . وفي الآية لطائف وإشارات منها : أنه أشار بقوله { أني لا يخاف لديّ المرسلون } إلى أن موسى قد جعل رسولاً . ومنها أنه أشار بقوله { إلا من ظلم } إلى ما وجد من موسى في حق القبطي ، وبقوله { ثم بدل حسناً بعد سوء } أي توبة بعد ذنب إلى قول موسى { رب إن ظلمت نفسي فاغفر لي } [ القصص : 16 ] وقرئ " ألا " بحرف التنبيه . ومنها أنه أشار بقوله { ثم بدل } معطوفاً على { ظلم } إلى أن النبي المرسل بدّل النية ولم يصر على فعله وإلا كان هذا العطف مقطوعاً عن الكلام ضائعاً ، فإنه إذا ظلم ولم يبدل كان خائفاً أيضاً . ومنها أنه أشار بقوله { فإني غفور رحيم } إلى أن الخوف وإن لحق المستثنى إلا أنه منفي عنه أيضاً بسبب غفرانه ورحمته ، فنفي الخوف ثابت على كل حال فهذا الاستثناء قريب من تأكيد المدح بما يشبه الذم كقوله :
هو البدر إلا أنه البحر زاخر ***
ولا عيب فيهم غير أن سيوفهم *** بهن فلول من قراع الكتائب
وهذه اللطائف مما سمح بها الخاطر أوان الكتابة أرجو أن تكون صواباً إن شاء العزيز .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.