النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{إِلَّا مَن ظَلَمَ ثُمَّ بَدَّلَ حُسۡنَۢا بَعۡدَ سُوٓءٖ فَإِنِّي غَفُورٞ رَّحِيمٞ} (11)

{ إلاَّ مَن ظَلَمَ } فيه وجهان :

أحدهما : أنه أراد من غير المسلمين لأن الأنبياء لا يكون منهم الظلم ، ويكون منهم هذا الاستثناء المنقطع .

الوجه الثاني : أن الاستثناء يرجع إلى المرسلين .

وفيه على هذا وجهان :

أحدهما : آدم حين ظلم نفسه فأكل من الشجرة ، قاله الضحاك .

الثاني : أنه أراد جميع الأنبياء .

فعلى هذا فيه وجهان :

أحدهما : فيما كان منهم قبل النبوة كالذي كان من موسى في قتل القبطي ، فأما بعد النبوة فهم معصومون فيها من الكبائر والصغائر جميعاً .

الوجه الثاني : بعد النبوة فإنهم معصومون فيها مع وجود الصغائر منهم ، غير أن الله لطف بهم في توفيقهم للتوبة منها ، وهو معنى قوله تعالى :

{ ثُمَّ بَدَّلَ حُسْناً بَعْدَ سُوءٍ } يعني توبة بعد سيئة .

{ فَإِنِّي غَفُورٌ رَّحِيمٌ } أي غفور لذنبهم ، رحيم بقبول توبتهم .