جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{وَأَلۡقِ عَصَاكَۚ فَلَمَّا رَءَاهَا تَهۡتَزُّ كَأَنَّهَا جَآنّٞ وَلَّىٰ مُدۡبِرٗا وَلَمۡ يُعَقِّبۡۚ يَٰمُوسَىٰ لَا تَخَفۡ إِنِّي لَا يَخَافُ لَدَيَّ ٱلۡمُرۡسَلُونَ} (10)

{ وَأَلْقِ{[3739]} عَصَاكَ } عطف على بورك ، أي : قيل له بورك من في النار ، وقيل له : ألق عصاك { فَلَمَّا رَآهَا } أي : فلما ألقى رآها { تَهْتَزُّ } : تتحرك { كَأَنَّهَا جَانٌّ } : حية خفيفة سريعة ، { وَلَّى مُدْبِرًا } أي : هرب موسى ، { وَلَمْ يُعَقِّبْ{[3740]} } : لم يرجع ، { يَا مُوسَى } أي : نودي يا موسى ، { لَا تَخَفْ إِنِّي لَا يَخَافُ{[3741]} لَدَيَّ الْمُرْسَلُونَ } حين يوحي إليهم من فرط الاستغراق ، قيل معناه : من أمنته من عذابي لا يخاف من حية ،


[3739]:عطف على {إنه أنا الله} عطف جملة الأمر على جملة الخبر، وقد نص سيبويه على جوازه سيما في مثل هذا الموقع، فإنه لا ينكره أحد من العلماء /12 وجيز.
[3740]:عطف على (ولّى) يقال عقب المقاتل، إذا كر بعد الفرار وأقبل بعد الإدبار /12 وجيز.
[3741]:قيل: لا يخاف إلا من ظلم نفسه من مثل الصغائر ثم تاب فإنه يخاف مع أني غفرت له، وهذا كما وقع في الحديث الصحيح من حكاية الشافعة إن كل نبي أحل الشفاعة إلى نبي آخر لأجل خوفهم إلا خاتم النبيين فإنه قام بالشفاعة صلوات الله وسلامه عليه، وعليهم أجمعين /12 وجيز.