جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{وَإِن كُنتُنَّ تُرِدۡنَ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ وَٱلدَّارَ ٱلۡأٓخِرَةَ فَإِنَّ ٱللَّهَ أَعَدَّ لِلۡمُحۡسِنَٰتِ مِنكُنَّ أَجۡرًا عَظِيمٗا} (29)

{ وَإِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الْآخِرَةَ فَإِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنكُنَّ } من : للتبيين{[4075]} { أَجْرًا عَظِيمًا } يستحقر دونه الدنيا برمتها ، نزلت حين{[4076]} سألن ثياب الزينة ، وزيادة النفقة بغيرة بعضهن على بعض ، فلما نزلت بدأ بعائشة فاختارت الله ورسوله ثم خير سائرهن فاخترن كما اختارت ، وأكثر أهل العلم على أنه لم يكن تفويض الطلاق فلم يقع بنفس الاختيار ، بل لو اخترن الدنيا طلقهن ، ثم الأكثرون على أن المخيرة إذا اختارت زوجها لا يقع شيء ولو اختارت نفسها يقع واحدة رجعية عند الشافعي بائنة عند أبي حنفية ،


[4075]:فكلهن محسنات وذكر المحسنات ليعلم أن الأجر للإحسان، لما فتح الله على نبيه بالغنائم قعدت أزواجه حوله، وقلن يا رسول: الله بنات كسرى وقيصر في حلى وحلل وإماء وخول ونحن على ما ترى من فاقة، وآلمن قلبه المنور، فأمره الله بأن يتلو عليهن كما نزل في أمرهن، فتلا أولا على عائشة فاختارت الله ورسوله، ثم اخترن كما اختارت، ولما أن وقعت تلك الخطيئة منهن ورجعن عنها هددهن وأدبهن الله عناية وحماية فقال: {يا نساء النبي} الآية /12 وجيز.
[4076]:كذا في صحيح البخاري وصحيح مسلم /12 منه.