البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{وَإِن كُنتُنَّ تُرِدۡنَ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ وَٱلدَّارَ ٱلۡأٓخِرَةَ فَإِنَّ ٱللَّهَ أَعَدَّ لِلۡمُحۡسِنَٰتِ مِنكُنَّ أَجۡرًا عَظِيمٗا} (29)

ومعنى { أعد } : هيأ ويسر ، وأوقع الظاهر موقع المضمر تنبيهاً على الوصف الذي ترتب لهن به الأجر العظيم ، وهو الإحسان ، كأنه قال : أعد لكن ، لأن من أراد الله ورسوله والدار الآخرة كان محسناً .

وقراءة حميد الخراز : { أمتعكن وأسرحكن } ، بالرفع على الاستئناف ؛ والجمهور : بالجزم على جواب الأمر ، أو على جواب الشرط ، ويكون { فتعالين } جملة اعتراض بين الشرط وجزائه ، ولا يضر دخول الفاء على جملة الاعتراض ، ومثل ذلك قول الشاعر :

واعلم فعلم المرء ينفعه *** إن سوف يأتي كل ما قدرا