الآية 29 وقوله تعالى : { وإن كنتن تردن الله ورسوله والدار الآخرة } معلوم أنهن إذا اخترن الحياة الدنيا وزينتها لا يحتمل ألا يردن الله ، ولكن إضافة ذلك إلى الله لاختيارهن المقام عند رسوله ، فيدل ذلك أن كل ما أضيف إلى الله ورسوله كان المراد به رسوله نحو ما قال : { فأن لله خمسه وللرسول } [ الأنفال : 41 ] وقوله : { قل الأنفال لله والرسول } [ الأنفال : 1 ] وأمثال ذلك .
ثم الزهد في الدنيا يكون [ على وجهين ]( {[16602]} ) :
أحدهما : ترك المكاسب التي [ بها ]( {[16603]} ) تتوسع الدنيا ، وتكون بها السعة [ وأن يؤثرها لغيره ]( {[16604]} ) على نفسه ، واختيار حال الضيق من غير تحريم ما أحل ، وطيب له .
والثاني : بذل ما عنده لغيره ، وإيثاره على نفسه ، وجعله أولى به منه لا في تحريم المحللات والطيبات .
وقوله تعالى : { فإن الله أعد للمحسنات منكن أجرا عظيما } يحتمل قوله : { أعد للمحسنات منكن أجرا عظيما } أي إذا اخترن المقام عند رسول الله يصرن محسنات بذلك ، فأعد لهن ما ذكر ، فيكون ذلك الاختيار منهن الإحسان فاستوجبن ما ذكر .
ويحتمل : { وإن كنتن تردن الله ورسوله } ودمتن على ذلك ، واكتسبتن الأعمال الصالحات والإحسان حتى ختمتن على ذلك ، فأعد لكن [ ما ذكر لا نفس ]( {[16605]} ) اختيار مقامكن معه ، والله أعلم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.