اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{وَإِن كُنتُنَّ تُرِدۡنَ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ وَٱلدَّارَ ٱلۡأٓخِرَةَ فَإِنَّ ٱللَّهَ أَعَدَّ لِلۡمُحۡسِنَٰتِ مِنكُنَّ أَجۡرًا عَظِيمٗا} (29)

قوله : { أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنكُنَّ } أي من عمل صالحاً منكن كقوله تعالى : { وَمَن يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى الله وَهُوَ مُحْسِنٌ } [ لقمان : 22 ] والأجر العظيم : الكثير الزائد في الطول وفي العرض وفي العمق حتى لو كان زائداً في الطول يقال له طويل ولو كان زائداً في العرض يقال له : عريض وكذلك العميق فإذا وجدت ( منه ) الأمور الثلاثة قيل عظيم ، فيقال : جبل عظيم إذا كان عالياً ممتداً في الجهات ، وإن كان مرتفعاً حيث يقال : جبل عال .

إذا عُرف هذا فأجر الدنيا في ذاته قليل وفي صفاته غير خال عن جهة قبح لما في مأكوله ومشروبه من الضرر وغيره ، وأيضاً فهو غير دائم ، وأجر الآخرة كثير خالٍ عن جهات القبح دائم فهو عظيم{[43451]} .


[43451]:قاله الإمام فخر الدين الرازي في تفسيره 25/206.