جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{وَأَنزَلَ ٱلَّذِينَ ظَٰهَرُوهُم مِّنۡ أَهۡلِ ٱلۡكِتَٰبِ مِن صَيَاصِيهِمۡ وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ ٱلرُّعۡبَ فَرِيقٗا تَقۡتُلُونَ وَتَأۡسِرُونَ فَرِيقٗا} (26)

{ وَأَنزَلَ } الله ، { الَّذِينَ ظَاهَرُوهُم } : عاونوا الأحزاب ، { مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ } يعني : بني قريظة نقضوا عهد رسول صلى الله عليه وسلم مع أن آباءهم نزلوا الحجاز قديما طمعا في اتباع النبي الأمي المكتوب في التوراة ، فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به ، { مِن صَيَاصِيهِمْ } : حصونهم ، { وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ } : الخوف ، { فَرِيقًا تَقْتُلُونَ } : رجالهم ، { وَتَأْسِرُونَ فَرِيقًا } : نساءهم وذراريهم ، ولما انهزمت الأحزاب رجع رسول{[4070]} الله إلى المدينة ، وكان على ثناياه نقع الغبار جاء جبريل وقال : أو قد وضعت السلاح ؟ ! لا والله ما وضعت الملائكة بعد السلاح ، أخرج إلى بني قريظة ، وقاتلهم فخرجوا إلى حصونهم{[4071]} وحاصروهم خمسة وعشرين ليلة ثم نزلوا على حكم سعد بن معاذ{[4072]} ، فحكم بقتل مقاتليهم وسبى ذراريهم وتقسيم أموالهم{[4073]} ،


[4070]:هكذا ثبت في كتب الحديث بتفصيل وتطويل /12 منه.
[4071]:فأذن رسول الله صلى الله عليه وسلم بألا يصلي العصر أحد إلا في بني قريظة، فمنهم مصلّ في الطريق، ورأى أن هذا من باب الاستعجال، ومنهم مصل بعد العشاء، وكل مصيب /12 وجيز.
[4072]:بعد ما أبوا أن ينزلوا على حكم رسول الله صلى الله عليه وسلم فحكم بما هو في القرآن، وقال صلى الله عليه وسلم: (لقد حكمت فيهم بحكم الله من فوق سبع أرقعة) ثم استنزلهم في خندق في سوق المدينة وضرب أعناق ستمائة أو أكثر إلى تسعمائة، وتفصيله في كتب السيرة /12 وجيز.
[4073]:ذكر صاحب الفتح بعض هذه القصة وعزاها إلى أحمد وابن مروديه وابن أبي شيبة /12.