جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{وَٱللَّهُ ٱلَّذِيٓ أَرۡسَلَ ٱلرِّيَٰحَ فَتُثِيرُ سَحَابٗا فَسُقۡنَٰهُ إِلَىٰ بَلَدٖ مَّيِّتٖ فَأَحۡيَيۡنَا بِهِ ٱلۡأَرۡضَ بَعۡدَ مَوۡتِهَاۚ كَذَٰلِكَ ٱلنُّشُورُ} (9)

{ والله الذي أرسل{[4191]} الرياح فتثير } ، صيغة المضارع حكاية للحال الماضية استحضارا لتلك الصورة البديعة ، ونعم ما قيل اختلاف الأفعال للدلالة على استمرار الفعل ، { سحابا فسقناه إلى بلد ميت فأحيينا } ، التفت إلى ما هو أدخل في الاختصاص لما فيهما من مزيد الصنع ، { به } : بالمطر ، وهو مفهوم من الكلام أو بالسحاب ، فإنه السبب أيضا ، { الأرض بعد موتها كذلك النشور }{[4192]} ، في الحديث{[4193]} { ينزل من تحت العرش مطر فيعم الأرض جميعا ، وينبت الأجساد من قبورها كما ينبت الحب في الأرض } ،


[4191]:ولما قال {يا أيها الناس إن وعد الله حق} وقال {لا تغرنكم الحياة الدنيا}، ولا الشيطان ذكر الآخرة وأتي بمثال دال عليه، فقال: {والله الذي أرسل الرياح} الآية / 12 وجيز.
[4192]:ولما أثبت القدرة والوحدانية والحشر والنشر ما بقى لعابدي الصنم مستند عندهم إلا أنهم يتحرزون بها كما قال تعالى: {اتخذوا من دون الله آلهة ليكونوا لهم عزا} [مريم: 81] أراد تبيين ضلالهم في ذلك أيضا فقال: {من كان يريد العزة} في الدنيا، أو في الدنيا والآخرة {فلله العزة جميعا} لا يكون عزيز إلا من أعزه الله / 12 وجيز.
[4193]:أخرجه ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن عبد الله ابن مسعود / 12 در منثور.