جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{وَٱللَّهُ خَلَقَكُم مِّن تُرَابٖ ثُمَّ مِن نُّطۡفَةٖ ثُمَّ جَعَلَكُمۡ أَزۡوَٰجٗاۚ وَمَا تَحۡمِلُ مِنۡ أُنثَىٰ وَلَا تَضَعُ إِلَّا بِعِلۡمِهِۦۚ وَمَا يُعَمَّرُ مِن مُّعَمَّرٖ وَلَا يُنقَصُ مِنۡ عُمُرِهِۦٓ إِلَّا فِي كِتَٰبٍۚ إِنَّ ذَٰلِكَ عَلَى ٱللَّهِ يَسِيرٞ} (11)

{ والله{[4196]} خلقكم من تراب } : بخلق آدم منه ، { ثم من نطفة } : بخلق ذريته منها ، { ثم جعلكم أزواجا } : ذكرانا وإناثا ، { وما تحمل من أنثى ولا تضع إلا بعلمه } : إلا معلومة لله حال من أنثى فاعل تحمل ، { وما يعمر من معمر } : ما يمد في عمره من مصيره إلى الكبر ، { ولا ينقص من عمره } : لغيره بأن يعطي لأحد عمر ناقص من عمر معمر ، أو الضمير للمنقوص وإن لم يذكر لدلالة مقابله عليه أو الضمير للمعمر على التسامح المشهور اعتمادا على فهم السامع نحو : لك عندي درهم ، ونصفه قيل : معناه لا يطول ولا يقصر عمر إنسان إلا في كتاب ، فإنه مكتوب في اللوح : إن فلانا إذا حج - مثلا فعمره ستون مثلا وإلا فأربعون ، وإذا حج فقد عمر ، وإلا فقد نقص من عمره الذي هو الغاية وهو ستون ، { إلا في كتاب } : صحيفة كتب في بطن أمه أو اللوح المحفوظ ، { عن ذلك } : الحفظ ، أو الزيادة والنقصان { على الله يسير }


[4196]:ولما ذكر دلائل الآفاق من السموات وما يرسل منها من الملائكة والأرض، وما يرسل فيها من الرياح شرع في دلائل الأنفس فقال: {والله خلقكم من تراب} الآية هذا ما في الكبير وفي الوجيز، ولما بين التفاوت البين في العمل أتبعه ما هم عليه من وحدة الأصل فقال: {والله خلقكم} الآية: / 12.