الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{وَٱللَّهُ ٱلَّذِيٓ أَرۡسَلَ ٱلرِّيَٰحَ فَتُثِيرُ سَحَابٗا فَسُقۡنَٰهُ إِلَىٰ بَلَدٖ مَّيِّتٖ فَأَحۡيَيۡنَا بِهِ ٱلۡأَرۡضَ بَعۡدَ مَوۡتِهَاۚ كَذَٰلِكَ ٱلنُّشُورُ} (9)

ثم قال تعالى : { والله الذي أرسل الرياح فتثير سحابا } أي : الله الذي أرسل الرياح فتجمع سحابا وتجيء به وتخرجه قاله أبو عبيدة{[56106]} .

ثم قال تعالى : { فسقناه } أي نسوقه .

{ إلى بلد ميت } أي : مجدب لا نبات فيه { فأحيينا به الأرض بعد موتها } أي : فنحيي به الأرض بعد جدوبها وننبت فيها الزرع بعد المحل{[56107]} .

{ كذلك النشور } أي : كذلك ينشر الله الموتى بعد بلائهم في قبورهم فيحييهم .

روى أبو الزعراء{[56108]} عن عبد الله أنه قال : يكون بين النفختين ما شاء الله أن يكون ، فليس من بني آدم خلق إلا وفي الأرض منه شيء ، قال فيرسل الله جل ذكره ماء من تحت العرش منيا كمني الرجل فتنبت أجسادهم ولحمانهمن ذلك كما تنبت الأرض من الثرى{[56109]} ثم قرأ : { الله الذي يرسل الرياح }{[56110]} الآية . قال : ثم يقوم ملك الصور بين السماء والأرض فينفخ فيها فتنطلق كل نفس إلى جسدها فتدخل فيه{[56111]} .


[56106]:انظر: مجاز أبي عبيدة 2/152
[56107]:المحل: الجدب وهو انقطاع المطر ويبس الأرض من الكلأ انظر: الصحاح مادة "محل" 5/1817
[56108]:هو عبد الله بن هانئ الكندي، ثقة من كبار التابعين، له أحاديث روى عن عمر وابن مسعود وعلي، وروى عنه ابن أخته سلمة بن كهيل. انظر: طبقات بن سعد 6/171 وميزان الاعتدال 2/517 وتهذيب التهذيب 6/61
[56109]:الثرى هو الندى. انظر: التاج مادة "ثري" 10/57
[56110]:الروم: آية 47
[56111]:انظر: جامع البيان 22/119 وتفسير ابن مسعود 2/516 والمستدرك للحاكم 4/496