فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{وَٱللَّهُ ٱلَّذِيٓ أَرۡسَلَ ٱلرِّيَٰحَ فَتُثِيرُ سَحَابٗا فَسُقۡنَٰهُ إِلَىٰ بَلَدٖ مَّيِّتٖ فَأَحۡيَيۡنَا بِهِ ٱلۡأَرۡضَ بَعۡدَ مَوۡتِهَاۚ كَذَٰلِكَ ٱلنُّشُورُ} (9)

{ والله الذي أرسل الرياح فتثير سحابا فسقناه إلى بلد ميت فأحيينا به الأرض بعد موتها كذلك النشور 9 }

-أكد كونه فاعلا مختارا ، قادرا قهارا ، مبدئا معيدا-{[3809]} الله ذو الجلال المستحق للعبادة دون من سواه هو الذي يسير الرياح ويسخرها ويوجهها حيث يشاء فتحمل سحابا يحمل الغيث والسقيا ، ينزل الله تعالى مطره ورحمته على البلد المجدب الأهل ، الممحل الأرض ، الداثر الذي لا نبت فيه ولا زرع ، فيحيي بغيث ذلك السحاب الأرض التي أراد ، فإذا هي بعد همودها تهتز وتربو وتنبت من كل زوج بهيج ، كذلك الإحياء بعد الإقواء ينشر الله تعالى الموتى بعد الفناء ، )ومن آياته أنك ترى الأرض خاشعة فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت وربت إن الذي أحياها لمحيي الموتى إنه على كل شيء قدير ( {[3810]} ( فانظر إلى آثار رحمة الله كيف يحيي الأرض بعد موتها إن ذلك لمحيي الموتى وهو على كل شيء قدير ){[3811]} ، )ونزلنا من السماء ماء مباركا فأنبتنا به جنات وحب الحصيد . والنخل باسقات لها طلع نضيد . رزقا للعباد وأحيينا به بلدة ميتا كذلك الخروج( {[3812]}[ وصيغة المضارع في قوله تعالى : { فتثير سحابا } لحكاية الحال الماضية استحضارا لتلك الصورة البديعة الدالة على كمال القدرة والحكمة ]{[3813]} .


[3809]:ما بين العلامتين[ ] من روح المعاني.
[3810]:سورة فصلت. الآية 39.
[3811]:سورة الروم. الآية 50.
[3812]:سورة ق. الآيات: 9، 10، 11.
[3813]:ما بين العلامتين[ ] من روح المعاني.