جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{أَتَّخَذۡنَٰهُمۡ سِخۡرِيًّا أَمۡ زَاغَتۡ عَنۡهُمُ ٱلۡأَبۡصَٰرُ} (63)

{ اتخذناهم سخريا } إما بكسر همزة اتخذنا ، فصفة أخرى ل ( رجالا ) أو تقديره : اتخذناهم بحذف همزة الاستفهام وإما بفتح همزته فيكون استفهاما { أم زاغت عنهم الأبصار } وحاصله أن { أم } معادلة الهمزة أي : أي الأمرين واقع أئنا اتخذناهم سخريا ، وهم في نفس الأمر معظمون أحقاء بالتعظيم ، فلم يدخلوا النار أم هم أحقاء بما فعلنا بهم ، ودخلوا النار ، لكن زاغت أبصارنا عنهم فلا نراهم ، أو قوله : " أم زاغت عنهم الأبصار " كناية عن تحقيرهم ، أي : فعلنا بهم الاستسخار منهم ، أم تحقيرهم في الدنيا على معنى إنكار الأمرين على أنفسهم ، ولذلك قال الحسن : كل ذلك قد فعلوا ، أو الهمزة لإنكار سخريتهم ، وأم بمعنى بل ، ففيه تسلية لأنفسهم بما لم يكن يعني هم في النار ، لكن نحن لا نراهم أو معناه : بل زاغت أبصارنا ، وكلت أفهامنا حتى خفي عنا مكانهم ، وإنهم على الحق المبين ، أو معادلة لما لنا أن جعلنا اتخذناهم صفة أي : ما لنا لا نراهم في النار كأنهم ليسوا فيها ، بل أزاغت عنهم أبصارنا فلا نراهم وهم فيها