{ أتخذناهم سِخْرِيّاً أَمْ زَاغَتْ عَنْهُمُ الأبصار } قال مجاهد : المعنى أتخذناهم سخرياً في الدنيا ، فأخطأنا ، أم زاغت عنهم الأبصار ، فلم نعلم مكانهم ؟ والإنكار المفهوم من الاستفهام متوجه إلى كل واحد من الأمرين . قال الحسن : كل ذلك قد فعلوا : اتخذوهم سخرياً ، وزاغت عنهم أبصارهم . قال الفراء : والاستفهام هنا بمعنى : التوبيخ والتعجب . قرأ أبو عمرو ، وحمزة ، والكسائي ، وابن كثير ، والأعمش بحذف همزة اتخذناهم في الوصل . وهذه القراءة تحتمل أن يكون الكلام خبراً محضاً ، وتكون الجملة في محل نصب صفة ثانية ل{ رجالاً } ، وأن يكون المراد : الاستفهام ، وحذفت أداته لدلالة أم عليها ، فتكون أم على الوجه الأوّل منقطعة بمعنى : بل ، والهمزة ، أي : بل أزاغت عنهم الأبصار على معنى : توبيخ أنفسهم على الاستسخار ، ثم الإضراب ، والانتقال منه إلى التوبيخ على الازدراء والتحقير ، وعلى الثاني أم هي المتصلة . وقرأ الباقون بهمزة استفهام سقطت لأجلها همزة الوصل ، ولا محل للجملة حينئذٍ ، وفيه التوبيخ لأنفسهم على الأمرين جميعاً ؛ لأن أم على هذه القراءة هي للتسوية . وقرأ أبو جعفر ، ونافع ، وشيبة ، والمفضل ، وهبيرة ، ويحيى بن وثاب ، والأعمش ، وحمزة ، والكسائي : " سخرياً " بضم السين ، وقرأ الباقون بكسرها . قال أبو عبيدة : من كسر جعله من الهزء ، ومن ضم جعله من التسخير .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.