{ أتخذناهم سخريا } قرئ بلفظ الإخبار على أنه صفة ل { رجالا } . وبهمزة الاستفهام على أنه إنكار على أنفسهم وتأنيب لها في الاستسخار منهم . وقوله تعالى : { أم زاغت عنهم الأبصار } أي مالت عنهم كبرا ، وتنحّت عنهم أنفة . والمعنى أي الفعلين فعلنا بهم ، السخرية منهم أم الإزراء بهم ، على معنى إنكار الأمرين على أنفسهم ، تحسرا وندامة على ما فعلوا ، وعلى ما حاق بهم وحدهم من سوء العذاب ، وقيل ( أم ) بمعنى ( بل ) أي بل زاغت عنهم أبصارنا لخفاء مكانهم علينا في النار . كأنهم يسلّون أنفسهم بالمحال ، يقولون : أو لعلهم معنا في جهنم ولكن لم يقع بصرنا عليهم . فعند ذلك يعرفون أنهم في الدرجات العاليات وهو قوله عز وجل : { ونادى أصحاب الجنة أصحاب النار أن قد وجدنا ما وعدنا ربنا حقا فهل وجدتم ما وعد ربكم حقا ، قالوا نعم ، فأذن مؤذن بينهم أن لعنة الله على الظالمين } إلى قوله : { ادخلوا الجنة } الآية . وقيل : ( أم ) بمعنى ( بل ) أيضا ، أي بل زاغت عنهم أبصارنا لكونهم في دار أخرى وهي دار النعيم . وقرئ { سخريا } بضم السين وكسرها .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.