فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{أَتَّخَذۡنَٰهُمۡ سِخۡرِيًّا أَمۡ زَاغَتۡ عَنۡهُمُ ٱلۡأَبۡصَٰرُ} (63)

{ أَتَّخَذْنَاهُمْ سِخْرِيًّا } في الدنيا فأخطأنا { أَمْ زَاغَتْ عَنْهُمُ الْأَبْصَارُ } فلم نعلم مكانهم ، قاله مجاهد والإنكار المفهوم من الاستفهام متوجه على كل واحد من الأمرين ، قال الحسن كل ذلك قد فعلوا اتخذوهم سخريا وزاغت عنهم أبصارهم ، قال الفراء والاستفهام هنا بمعنى التوبيخ والتعجب ، قرئ بحذف همزة اتخذناهم في الوصل ، وعلى هذا يحتمل أن يكون الكلام خبرا محضا ، وتكون الجملة في محل نصب صفة ثانية لرجالا ، وأن يكون المراد الاستفهام وحذفت أداته لدلالة أم عليها ، فتكون أم على الوجه الأول منقطعة بمعنى بل والهمزة أي بل أزاغت عنهم الأبصار ؟ على معنى توبيخ أنفسهم على الاستسخار من الإضراب والانتقال منه إلى التوبيخ على الازدراء والتحقير ، وعلى الثاني أم هي المتصلة ، وقرئ بهمزة استفهام سقطت لأجلها همزة الوصل ولا محل للجملة حينئذ ، وفيه التوبيخ لأنفسهم على الأمرين جميعا لأن أم على هذه القراءة هي للتسوية ، وقرئ سخريا بضم السين وبكسرها ، قال أبو عبيدة من كسر جعله من الهزء ، ومن ضم جعله من التسخر .