القرآن الكريم - جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - تفسير سورة النساء

{وَمَآ أَرۡسَلۡنَا مِن رَّسُولٍ إِلَّا لِيُطَاعَ بِإِذۡنِ ٱللَّهِۚ وَلَوۡ أَنَّهُمۡ إِذ ظَّلَمُوٓاْ أَنفُسَهُمۡ جَآءُوكَ فَٱسۡتَغۡفَرُواْ ٱللَّهَ وَٱسۡتَغۡفَرَ لَهُمُ ٱلرَّسُولُ لَوَجَدُواْ ٱللَّهَ تَوَّابٗا رَّحِيمٗا} (64)

{ وما أرسلنا من رسول إلا ليُطاع } فيما حكم لا ليطلب الحكم من غيره { بإذن الله } بسبب إذن الله في طاعته ، فالإذن بمعنى الأمر والرضا ، أو بتيسير الله وتوفيقه في طاعته ، فالإذن بمعنى التوفيق { ولو أنهم إذا ظلموا أنفسهم } بمثل التحاكم إلى غيرك { جاءوك{[1048]} } خبر إن ، وإذ ظلموا متعلق به { فاستغفروا الله } بالإخلاص { واستغفر لهم الرسول } عدل عن الخطاب تعظيما لشأن الرسول عليه الصلاة والسلام { لوجدوا الله } صادفوه{[1049]} حال كونه { ثوّاباً رحيماً } أو لعلموه قابلا لتوبتهم .

[1048]:وهذا المجيء يختص بزمان حياته صلى الله عليه وسلم، وليس المجيء إليه يعني إلى مرقده المنور بعد وفاته صلى الله عليه وسلم مما يدل عليه هذه الآية كما قرره في الصارم المنكى، ولهذا لم يذهب إلى هذا الاحتمال البعيد أحد من سلف الأمة وأئمتها لا من الصحابة ولا من التابعين ولا ممن تبعهم بإحسان/12 فتح.

[1049]:يعني إن كان وجد بمعنى صادف فتوابا حال، وإن كان بمعنى علم فهو مفعوله الثاني/12 ج.

الآية السابقة الآية التالية