الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{وَمَآ أَرۡسَلۡنَا مِن رَّسُولٍ إِلَّا لِيُطَاعَ بِإِذۡنِ ٱللَّهِۚ وَلَوۡ أَنَّهُمۡ إِذ ظَّلَمُوٓاْ أَنفُسَهُمۡ جَآءُوكَ فَٱسۡتَغۡفَرُواْ ٱللَّهَ وَٱسۡتَغۡفَرَ لَهُمُ ٱلرَّسُولُ لَوَجَدُواْ ٱللَّهَ تَوَّابٗا رَّحِيمٗا} (64)

قوله : ( وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ اِلاَّ لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللَّهِ ) الآية [ 64 ] .

المعنى ( وَمَا أَرْسَلْنَا )( {[12809]} ) رسولاً إلا افترضنا طاعته على من أرسل إليهم ، فأنت يا محمد من الرسل الذين فرضت طاعتهم على من أرسلته إليهم فهذا توبيخ لمن احتكم إلى غير النبي صلى الله عليه وسلم .

قوله : ( بِإِذْنِ اللَّهِ ) أي : بعلمه ، فدل هذا ، أن هؤلاء الذين لم يتحاكموا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وتركوا طاعته إنما ذلك لشيء سبق في علم الله عز وجل ، فطاعته تكون ممن سبق في علم الله أنه يطيعه ، وكذلك خلافه .

قوله : ( وَلَوَاَنَّهُمُ إِذ ظَّلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ) لو أن هؤلاء المنافقين إذ تحاكموا إلى الكاهن ، فظلموا أنفسهم بذلك ( جَاءُوكَ ) تائبين مستغفرين مما فعلوا ، فسألت الله العفو عن جرمهم ( لَوَجَدُوا لِلَّهَ تَوَاباً رَّحِيماً ) ومعنى تواباً راجعاً عما يكرهون إلى ما يحبون ، رحيماً بهم في تركه عقوبتهم على ذنبهم( {[12810]} )( {[12811]} ) .


[12809]:- ساقط من (ج).
[12810]:- (د): دينهم وهو خطأ.
[12811]:- انظر: جامع البيان 5/156-157.