{ وما أرسلنا من رسول إلا ليطاع بإذن الله ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما ( 64 ) } .
{ وأما أرسلنا من رسول } من زائدة للتوكيد قاله الزجاج ، والمعنى وما أرسلنا رسولا { إلا ليطاع } فيما أمر به ونهى عنه ، وهذه لام كي ، والاستثناء مفرغ أي ما أرسلنا لشيء من الأشياء إلا للطاعة { بإذن الله } بعلمه وقيل بأمره وقيل بتوفيقه ، وفيه توبيخ وتقريع للمنافقين الذين تركوا حكم رسول الله صلى الله عليه وسلم ورضوا بحكم الطاغوت .
{ ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم } بترك طاعتك والتحاكم إلى غيرك من الطاغوت وغيره ، { جاءوك } متوسلين إليك تائبين من النفاق متنصلين عن جناياتهم ومخالفاتهم { فاستغفروا الله } لذنوبهم بالتوبة والإخلاص وتضرعوا إليك حتى قمت شفيعا لهم فاستغفرت لهم ، وإنما قال { واستغفر لهم الرسول } على طريقة الالتفات لقصد التفخيم لشأن الرسول صلى الله عليه وسلم وتعظيما لاستغفاره وإجلالا للمجيء إليه { لوجدوا الله توابا رحيما } أي كثير التوبة عليهم والرحمة لهم .
وهذا المجيء يختص بزمان حياته صلى الله عليه وسلم ، وليس المجيء إليه يعني إلى مرقده المنور بعد وفاته صلى الله عليه وسلم مما تدل عليه الآية كما قرره في ( الصارم المنكى{[496]} ) ولهذا لم يذهب إلى هذا الاحتمال البعيد أحد من سلف الأمة وأئمتها لا من الصحابة ولا من التابعين ولا ممن تبعهم بالإحسان .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.