جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{وَمَا خَلَقۡتُ ٱلۡجِنَّ وَٱلۡإِنسَ إِلَّا لِيَعۡبُدُونِ} (56)

{ وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون{[4757]} } أي : إلا لأجل العبادة فإنهم خلقوا بحيث يتأتى منهم العبادة ، وهدوا إليها ، فهذه غاية كمالية لخلقهم وتعوق البعض عن الوصال إليها لا يمنع كون الغاية غاية ، وأما قوله :{ ذرنا لجهنم }[ الأعراف :179 ] فلام العاقبة نحو : لدوا للموت ، أو إلا لنأمرهم بالعبادة ، أو ليقروا بي طوعا{[4758]} أو كرها أو المراد منهم المؤمنون ،


[4757]:وقد ورد في بعض الكتب يقول الله تعالى:" يا ابن آدم خلقتك لعبادتي فلا تلعب وتكفلت برزقك فلا تتعب واطلبني تجدني، فإن وجدتني وجدت كل شيء، وإن فتك فاتك كل شيء، وأنا أحب إليك من كل شيء"/12 منه.
[4758]:القول الثالث قول ابن عباس واختاره ابن جرير وقال السدي: من العبادة ما ينفع ومنها ما لا ينفع، " ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولن الله" هذا منهم عبادة، وليس ينفعهم مع الشرك، وفي قراءة ابن عباس " وما خلقت الجن والإنس من المؤمنين إلا ليعبدون" كما نقله البغوي/12 منه.